--------------------------------------------------------------------------------
الجلدكي
هو عـز الـدين عـلي بـن محمد أيدمر بن علي الجلدكي ولد في جلدك من قرى خراسان قرب مدينة مشهد في القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي .
تلقى الجلدكي العلوم الأساسية في قريته لينتقل بعدها إلى القاهرة ... و هناك عكف على دراسة الكيمياء... وكان كثيرا ما يقف على مسألة غامضة فيضطر إلى السفر من أجلها ليباحث فيها نظـراءه فـي الكيميـاء، إلا أن معظم أسفاره كانت إلى دمشق ، فكان كثير التنقل بين دمشق والقاهرة إلى ما قبل وفاته.
اشتهر الجلدكي بمحبته لنشر العلم ؛ لذا نجد أن بيته كان مفتوحاً لطلاب العلم و صدره واسع لمن يستفتيه بمسألة تتعلق بعلم الكيمياء أو أي فرع من فروع المعرفة ...
وكـان الجـلدكي من العلماء الذين يجرون التجارب بأنفسهم ولا يكتفون بالمعرفة النظريـة.
و قد أوصلته دراساته و أبحاثه إلى أن المواد الكيميائية لا تتفاعل مع بعضها البعض إلاّ بأوزان معينة ومما لا يقبل الجدل أن هذه الفكرة هي بحد ذاتها أساس ابتكار قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائي الذي أدّعى ابتكاره الفرنسي جوزيف براوست وقد جاء بعد الجلدكي بخمسة قرون .
و يعد الجلدكي من أبرز العلماء المسلمين الذين حذّروا من خطورة تلوث البيئة إذ كان له السبق في وضع الضوابط اللازمة لحماية الإنسان من أخطار استنشاق الغازات والأبخرة الناتجة عن التفاعلات الكيمياوية... فأعطى وصفاً مفصلاً لطريقة الوقاية والاحتياطات اللازمة من خطر استنشاق الغازات الناتجة عن التفاعلات الكيميائية .... وهو أول من أوصى باستعمال الكمامات على الأنوف أثناء معالجة المرضى أيضاً ....
فقد أشار عزالدين الجلدكي، إلى ضرورة وضع قطعة من القماش أو القطن على الأنف••• فكان ذلك إيذاناً لصنع ( الكمامات( التي يستخدمها الأطباء والباحثون في حقل التجارب المعملية••• وتلك التي يستخدمها الجنود حمايةً لهم من أخطار الحروب الكيماوية والجرثومية ؛ لذا يعتبر عزالين الجلدكي أول رائد في مجال حماية الإنسان من التلوث .
و هو أول عالم يتمكن من معرفة أن كل مادة يتولد منها ـ بالاحتراق ـ ألوان خاصة .
وتطرق لصناعة الصابون وأهميته في التنظيف وتمكن مـن أن يضيـف مـواد كيميائية إلى الصودا الكاوية المستعملة في صناعة الصابون للمحافظة على الثياب من تأثير الصودا إذ أنها تحرق الثياب .
كما درس القلويات والحمضيات .... و درس أيضاً خواص الزئبق إعتقاداً منه أن هذا المعدن هو أصل جميع الأحجار.
كما درس خواص المعادن المكونة في الطبيعة وله أقوال في خواص معدن الرصاص ... فيقول في كتابه رتبة الحكيم : " الرصاص جسم ثقيل بطباعه يذوب بالنار ذوباً سريعاً، ويحترق فيها... وإذا طرق يحتمل التطريق حتى يسرع إليه التفتت والتقصب، ويسرع إليه التصديد بالحموضات ، وبخلّ العنب يصير إسفيداجا ...
من أهم مؤلفاته :
البدر المنير في معرفة الإكسير.
بغية الخبير في قانون طلب الإكسير
الدر والمنثور
غاية السرور .
كشف الستور
المصباح في علم المفتاح
مخمس الماء الورقي .
نتائج الفكر في أحوال الحجر .
نهاية الطلب في شرح المكتسب .
التقريب في أسرار تركيب الكيمياء
أنوار الدر في إيضاح الحجر
علم الميزان .
كتاب البرهان
كنز الاختصاص في معرفة الخواص
لقد ترك عزالدين الجلدكي ...موسوعات علمية نادرة حققت السبق العلمي على علماء الغرب الذين نقلوا عنه أهم ركائز الحضارة التكنولوجية بأكثر من 439 عاماً من وفاته ...
وقد سطا العالم الفرنسي جوزيف براوست على مؤلفات عزالدين الجلدكي العلمية ... منها مؤلفه (( التقريب في أسرار التركيب )) ونسبها إلى نفسه....! هو الكتاب الذي قضى عزالدين الجلدكي 15 عاماً لإنجازه .
إلا أن المؤسسات العلمية العالمية والإسلامية ... تصدت له ونسبت هذه الإبداعات المعملية لصاحبها المسلم .
وقد عثر حديثاً بمكتبة الأزهر في القاهرة على 12 مؤلفاً للعالم المسلم عزالدين الجلدكي ـ أغلبها في علوم الكيمياء ـ اشتملت على كثير من البحوث والنظريات والتجارب المعملية ... ساهمت في ترقية العلوم التي استفادت منها البشرية .
اخوكم/ البرفسور